ثقيلٌ ولكن عقله مثل ريشة ... تطير بها الأرواح في مَهْمَهٍ دَوِّي1
تميل بشِدْقيه إلى الأرض لحية ... تظن بها ماء يُفرَّغ من دَلْوِ2
وقد حدثوا عنه بكل نقيصة ... ولكن مثلي لا يُروِّي ولا يَرْوِي
وله في هذا المعنى أحسن من هذا كثيرًا إلا أنه أقذع فيه؛ فلذلك لم أودعه هذه الأوراق؛ لأني لا أستجيز أن ينقل مثل هذا عني.
ونال ابن حزمون هذا عند قضاة المغرب وعماله وولاته جاهًا وثروة؛ كل ذلك خوفًا من لسانه وحذرًا من هجائه. ولا أعلم في جميع بلاد المغرب بلدًا إلا وأهاجي هذا الرجل تُحفظ فيه وتدرس؛ أسأل الله له المسامحة ولجميع إخواننا من المسلمين.
محمد بن عبد رَبِّه الكاتب حفيد صاحب العِقْد3
وأمر أمير المؤمنين بعرض الجند في هذا اليوم4 في السلاح التام؛ فلما انتشروا بين يديه وأعجبه ما رأى من حسن هيئاتهم، قام فصلى ركعتين شكرًا لله عز وجل، واتفق إثر فراغه من ذلك الركوع أن جاءت سحابة فأمطرت مطرًا جَوْدًا5 حتى ابتل الناس؛ فقال في ذلك صديق لي من الكتاب اسمه محمد بن عبد ربه، أصله من الجزيرة الخضراء، كان يكتب لأبي الربيع سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن6، وكان مختصًّا به: من البسيط
بادي الكرامة, بل بادي الكرامات ... قد شفع الله آياتٍ بآياتِ7
يا ليت شعري ما شيء دعوتَ به ... قبل السلام ومن بعد التحياتِ
شيء تأثر عنه الجو فاتصلتْ ... مِنَ السحائب راياتٌ براياتِ