لا يخلف ربك موعده ... دَوِّخْ أقطارَهُمو ودُسِ! 1
أوردتها على تواليها وإن كان فيها طول؛ لغرابة عروضها، وجودة أكثر أبياتها؛ أنشدنيها منشئها المذكور من لفظه، ثم أعدتها عليه بلفظي آخر مرة لقيته بمدينة مرسية في سنة 614.
ولعلي بن حزمون هذا قدم في الآداب، واتساع في أنواع الشعر، ركب طريقة أبي عبد الله بن حجاج البغدادي2 - سامحه الله وغفر له- فأربى فيها عليه؛ وذلك أنه لم يدع موشحة تجري على ألسنة الناس بتلك البلاد إلا عمل في عروضها ورويها موشحة على الطريقة المذكورة؛ وله مع هذا في الهجاء يد لا تطاول، غير أنه يُفحش في كثير منه؛ فمن أحسن ما أحفظ له من ذلك وأسلمه من الفحش والإقذاع3، أبيات ركب فيها طريقة الحطيئة4: ابتدأ يهجو نفسه، ثم استطرد يهجو رجلًا من أعيان قواد الأندلس يقال له: محمد بن عيسى، مشهور النجدة عندهم. والأبيات: من الطويل
تأملتُ في المرآة وجهي فخِلْتُه ... كوجه عجوز قد أشارت إلى اللهوِ
كأن على الأزرار مني عورة ... تنادي الورى: غُضُّوا ولا تنظروا نحوِي5
فلو كنت مما تُنبت الأرض لم أكن ... من الرائق الباهي ولا الطيب الحُلْوِ6
وأقبح من مَرْآيَ بطني فإنه ... يُقَرْقِرُ مثل الرعد قَرْقَرَ في الجوِّ7
وإلا كقلب بين جنبي محمد ... سليل ابن عيسى حين فر ولم يُلْوِ8
يود بأن لو كان في بطن أمه ... جَنِينًا ولم يسمع حديثًا عن الغزوِ