بلغت بنا أمد السرور تألفًا ... والليل نحو فراقنا يتطلعُ1
فابلُلْ بها رمق من الغَبُوق فقد أتى ... من دون قرص الشمس ما يُتوقَّعُ2
سقطت فلم يملك نديمك ردها ... فوددت يا موسى لو انك يوشعُ3
وله يصف عشية أيضًا في موضع هذا الرجل المتقدم الذكر: من الطويل
محل ابن رزق جر فيه ذُيُوله ... من المُزْن ساقٍ يُحسن الجَرَّ والسقيَا4
ذكرت عشيًّا فيك -لا ذُم عهده- ... وإن نحن لم نَهْتَع ببهجته لُقْيَا5
ولم يعتلق بي منك عند افتراقنا ... سوى عَبَقٍ من مسك قُبْلتك اللَّمْيَا6
وكنت أُراني في الكَرى وكأنني ... أناول كالدينار من ذهب الدنيَا
فلما انطوى ذاك الأصيل وحسنُهُ ... على ساعة من أنسنا، صحت الرؤيَا
وله يصف دولابًا: من مخلع البسيط
وذي حنينٍ يكاد شوقًا ... يختلس الأنفس اختلاسَا7
لما غدا للرياض جارًا ... قال له المَحْل لا مِساسَا8
يبتسم الروض حين يبكي ... بأدمع ما رأيْنَ باسَا9
من كل جفن يسُلُّ سيفًا ... صار له غمده رئاسَا10
وله وقد رأى صبيًّا يتباكى ويجعل من ريقه على عينيه، يحكي بذلك الدموع:
من الطويل
عذيريَ من جَذْلانَ يبدي كآبة ... وأضلعه مما يحاوله صِفْرُ11