مستنشيًا بهما ريح الشفاعة من ... ثَرَى إمام بأقصى الغرب مقبورِ
ما انفك آمِل أمر منه بين يدي ... يوم القيامة محتوم ومقدورِ
حتى تصدى من الدنيا على رَمَق ... يستنجز الوعد قبل النفخ في الصورِ1
مستقبل الجانب الغربي مرتقبًا ... كأنه باهت في جو أسميرِ2
لبارق من حسام سله قدر ... بالغرب من أفق البيض المشاهيرِ
إذا تألق قيسيًّا أهاب به ... إلى شَفًا من مضاع الدين مَوْتورِ3
ملك أتى عِظَمًا فوق الزمان فما ... يمر فيه بشيء غير محقورِ
ما عَنَّ في الدين والدنيا له أََرَبٌ ... إلا تأتَّى له من غير تعذيرِ4
ولا رمى من أمانيه إلى غرض ... إلا هدى سهمَهُ نُجْحُ المقاديرِ5
حتى كأن له في كل آونة ... سلطان رِقٍّ على الدنيا وتسخيرِ6
مميَّز الجيش، ملتفًّا مواكبه ... من كل مَثْلُول عرش الملك مقهورِ7
من الأُلى خضعوا قسرًا له وعنوْا ... لأمره بين منهيٍّ ومأمورِ8
من بعدِ ما عاندوا أمرًا فما تركوا ... إذ أمكن العفو ميسورًا لمعسورِ
بقية الحرب، فاتوها وما بهم ... في الضرب والطعن سِيمَاءٌ لتقصيرِ9
لا ينكر القوم مما في أكفهم ... بيض مَفَاليل أو سُمْرٌ مكاسيرِ10
إذا صدعتَ بأمر الله مجتهدًا ... ضربتَ وحدك أعناق الجماهيرِ11