من كل عذراءَ حُبْلَى في ترائبها ... رَدْعان من عنبر ورد وكافورِ1

نِجالها بين أيدٍ من مَجَاذفها ... يغرَقْن في مثل ماء الورد من جُورِ2

وربما خاضت التيار طائرة ... بمثل أجنحة الفُتْخ الكواسيرِ3

كأنما عبرت تختال عائمة ... في زاخر من يَدَيْ يمناه معصورِ

حتى رمت جبل الفتحينِ من كَثَبٍ ... بساطع من سناه غير مبهورِ4

لله ما جبل الفتحين من جبل ... معظم القدر في الأجيال مذكورِ

من شامخ الأنف في سَحْنَائِه طَلَسٌ ... له من الغيم جيب غير مزرورِ5

معبرًا بذُراه عن ذُرا ملك ... مستمطر الكف والأكناف ممطورِ6

تمسي النجوم على إكليل مَفْرِقه ... في الجو حائمة مثل الدنانيرِ

وربما مسحَتْه من ذوائبها ... بكل فضل على فَوْدَيْه مجرورِ7

وأَدْرَدٍ من ثناياه بما أخذتْ ... منه مقاحم أعواد الدهاريرِ8

مُحَنَّكٍ حَلَبَ الأيام أشطرَها ... وساقها سوق حادي العير للعيرِ9

مقيد الخطو جَوَّال الخواطر في ... عجيب أمريه من ماضٍ ومنظورِ

قد واصل الصمت, والإطراق مفتكرًا ... بادي السكينة, مُغْبَرّ الأساريرِ

كأنه مُكْمَد مما تعبده ... خوف الوعيدين من دَكّ وتسييرِ10

أَخلِقْ به وجبال الأرض راجفة ... أن يطمئن غدًا من كل محذورِ

كفاه فضلًا أن انتابت مواطئه ... نعلَا مليكٍ كريم السعْي مشكورِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015