شكاتنا فيك يا فخر الهدى عظُمت ... والرزء يعظم فيمن قدره عظمَا1

طُوِّقتَ من نائبات الدهر مِخْنقة ... ضاقت عليك، وكم طوقْتَنا نعمَا2

وعاد كونك في دكان قارعة ... من بعد ما كنت في قصر حكى إِرَمَا3

صرَّفت في آله الصواغ أُنْمُلة ... لم تدر إلا الندى والسيف والقلمَا

يد عهدتك للتقبيل تبسطها ... فتستقل الثريا أن تكون فمَا

يا صائغًا كانت العليا تصاغ له ... حليًا وكان عليه الحلي منتظمَا

للنفخ في الصًّور هول ما حكاه سوى ... هول رأيناك فيه تنفخ الفَحَمَا4

وددت إذ نظرت عيني إليك به ... لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمَى

ما حطك الدهر لما حط من شرف ... ولا تحيَّف من أخلاقك الكرمَا5

لُحْ في العلا كوكبًا إن لم تلح قمرًا ... وقم بها ربوة إن لم تقم علَمَا

واصبر فربتما أحمدت عاقبة ... من يلزم الصبرَ يحمد غِبَّ ما لزمَا

والله لو أنصفتك الشهب لانكسفت ... ولو وفى لك دمع المُزْن لانسجمَا6

بكى حديثك حتى الدر حين غدَا ... يحكيك رَهْطًا وألفاظًا ومبتسمَا7

وروضة الحسن من أزهارها عرِيت ... حزنًا عليك لأن أشبهْتَها شِيَمَا8

بعد النعيم ذوى الريحان حين رأى ... ريحانك الغض يذوي بعد ما نعمَا9

لم يرحم الدهر فضلًا أنت حامله ... من ليس يرحم ذاك الفضل لا رُحمَا

شقيقك الصبح إن أضحى بشارقة ... وأنت في ظلمة فالصبح قد ظلمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015