طارت بنات الماء فيه وريشها ... ريش الغراب وغير ذلك شَوْذَقُ1

وعلى الخليج كتيبة جرارة ... مثل الخليج كلاهما يتدفقُ2

وبنو الحروب على الجواري التي ... تجري كما تجري الجياد السُّبَّقُ3

ملأ الكُمَاة ظهورها وبطونها ... فأتت كما يأتي السحاب المغدِقُ4

خاضت غدير الماء سابحة به ... فكأنما هي في سراب أيْنُقُ5

عجبًا لها! ما خلت قبل عِيَانها ... أن يحمل الأسد الضوارِيَ زورقُ

هزت مجاديفًا إليك كأنها ... أهداب عين للرقيب تحدقُ6

وكأنها أقلام كاتب دولةٍ ... في عُرْض قِرْطاس تخُطُّ وتمشُقُ7

وله فيها إحسان كثير. وله من قصيدة يتغزل: من الطويل

فؤادي مُعَنًّى بالحسان مُعنَّت ... وكل موقى في التصابي موقتُ8

ولي نفس يخفى ويخفُت رقةً ... ولكن جسمى منه أخفى وأخفتُ

وبي ميت الأعضاء حي دَلالُه ... غرامي به حي وصبري ميتُ

جعلت فؤادي جَفْن صارم جَفْنه ... فيا حر ما يَصلى به حين يُصْلَتُ9

أذل له في هجره وهو ينتمي ... وأسكن بالشكوى له وهو يسكتُ

وما انبت حبل منه إذ كان في يدي ... لرَيحان رَيْعان الشبيبة منبِتُ10

ومن جيد ماله من قصيدة يمدح بها مبشرًا ناصر الدولة أولها: من الكامل

راق الربيع ورقَّ طبع هوائه ... فانظر نضارة أرضه وسمائِهِ 11

طور بواسطة نورين ميديا © 2015