أنكرت إلا التواء للقيود به ... وكيف تنكر في الروضات حياتُ
وقلت: هن ذؤاباتٌ فَلِمْ عُكست ... من رأسه نحو رجليه الذؤاباتُ1
رأوه ليثًا فخافوا منه عادية ... عذرتهم فلعُدْوَى الليث عاداتُ2
وله قصيدة يرثيهم3 بها، وهي كثيرة الجيد، أولها: من البسيط
تبكي السماء بدمع رائحٍ غادى ... على البهاليل من أبناء عبَّادِ4
على الجبال التي هُدت قواعدها ... وكانت الأرض منهم ذات أوتادِ
والرابيات عليها اليانعات ذوتْ ... أنوارها فغدت في خفض أوْهادِ5
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على ... أساود لهم فيها وآسادِ6
وكعبةٌ كانت الآمال تعمرها ... فاليوم لا عاكف فيها ولا بادِ7
تلك الرماح رماح الخط ثقَّفَها ... خَطْب الزمان ثِقافًا غير معتادِ8
والبِيض بِيض الظُّبا فَلَّت مضاربها ... أيدي الردى وثنتها دون إغمادِ9
لما دنا الوقت لم تخلف له عِدَةٌ ... وكل شيء لميقات وميعادِ10
كم من دراريِّ سعد قد هوت ووهت ... هناك من درر للمجد أفرادِ11
نُورٌ ونَوْرٌ فهذا بعد نعمته ... ذوى وذاك خبا من بعد إيقادِ12
يا ضيف أقفر بيت المَكْرُمات فخذ ... في ضم رَحْلك واجمع فضْلة الزادِ