قل لمن يطمع في نائله ... قد أزال اليأس ذاك الطمعَا1

راح لا يملك إلا دعوة ... جبر الله العُفاةَ الضُّيَّعَا!

وأقام المعتمد بطنجة -رحمه الله- أيامًا على الحال التي تقدم ذكرها، ثم انتقل إلى مدينة مِكْنَاسة2، فأقام بها أشهرًا، إلى أن نفذ الأمر بتسييرهم إلى مدينة أغمات3؛ فأقاموا بها إلى أن توفي المعتمد -رحمه الله-، ودفن بها فقبره معروف هناك. وكانت وفاته في شهور سنة 87، وقيل: سنة 88، فالله أعلم، وسنه يوم توفي إحدي وخمسون سنة.

فمن أحسن ما مر بي مما رُثي به المعتمد على الله مقطوعة من شعر ابن اللبانة4 أولها: من البسيط

لكل شيء من الأشياء ميقاتُ ... وللمنى من مناياهن غاياتُ5

والدهر في صِبْغة الحرباء منغمسٌ ... ألوان حالاته فيها استحالاتُ6

ونحن من لُعَب الشَّطْرنج في يده ... وربما قُمرتْ بالبيدق الشاةُ7

فانفُضْ يديك من الدنيا وساكنها ... فالأرض قد أقفرت, والناس قد ماتُوا

وقل لعالمها الأرضيِّ قد كتمتْ ... سريرة العالم العلوي أَغْماتُ

طوت مظلتها، لا بل مذلتها ... من لم تزل فوقه للعز راياتُ

من كان بين الندى والبأس، أنصُله ... هِنديَّة وعطاياه هُنيداتُ8

طور بواسطة نورين ميديا © 2015