بهذا السؤال، والذي هو همّ إليّ اليوم ما أتوقع من ملمات الخطوب - يعني القتل. قال أبو عمرو ما شأني به من شئت أي ما أشاء به. وقال:
ألا تلكَ الثعالب قد تَوالتْ ... عليّ وحالفَتْ عرجا ضباعا
لتأكلني فمّر لهنَّ لحمي ... وأفرقَ من جذاري أو أتاعاَ
الثعالب والضباع أعداؤه. فمر من المرارة يقال مر الشيء وأمرّ يقول صار لحمي في أفواهها مرا حتى سلحت من حذاري وقاءت وأضمر هاهنا، أراد فكلها افرق وأتاع. وقال كثير يمدح:
وشعثاءُ أمرِ قد برّت بين غالبِ ... تلافيّتها قبل التنافي فلمّتْ
وأبرأتها لم يجرحْ الكلم عظمَهاَ ... ولو غبتُ عنها ربّعت ثم أمَتْ
ربعت شجت مربعة، وأمت من الآمّة وهي التي تبلغ أمّ الدماغ. وقال آخر:
تزاكها من إبل تراكها ... ألا ترى الموتَ لدى أوراكِها