جناب غريب وهو الجانب أيضا أي فليس هذا داهية. وقال عدي بن زيد للنعمان:
سعى الأعداءُ لا يألون شرا ... إليكَ وربّ مكة والصليب
أرادوا أن تمهّل عن كبيرٍ ... لأسجَنُ أو لأقذَف في قليب
تمهل تفعل من قول الله عز وجل " فمهل الكافرينَ " أي دعهم فإني من ورائهم، وقوله عن كبير يعني نفسه أي عن رجل هو كبيركم ومؤدبكم ومصلح أمركم، وكان كذلك لهم، يقول تبطأ عنه فلا تداركه حتى يحبس ليموت فيلقي في حفرة. وقال:
وما طلبي سؤالاً بعد خبر ... نماهُ الموضعونَ إلى شَعوب
وما شأيي به والفيجُ حولي ... وهمي في ملماتِ الخطوب
يقول ما لي أسأل وقد عرفت الأشياء وخبرتها، ونماه رفعه، والموضعون أصله من الإيضاع في السير وإنما أراد السعاة، وشعوب هي المنية، وما شأني به أي وما همي بالسؤال، والفيح الحرس يقال هم فيج وهو فيج - الواحد والجمع سواء، ويقول ما أصنع