أغير على إبل قوم فلحق أصحاب الإبل فجعلوا لا يدنو منها أحد إلا قتلوه، فقال الذين أغاروا على الإبل هذه المقالة. وقال آخر وذكر إبلا:

إذا تمطيْنَ على القياقي ... لا قيْن منه أذِني عناق

يعني داهية. وقال أوس:

أم مَن لحيّ أضاعوا بعض أمرهم ... بين القسوطِ وبين الدين دَلدال

خافوا الأصْيلة واعتلّتْ ملوكهم ... وحمّلوا من أذى غُرم باثقال

القسوط الجور يقال قسط السلطان إذا جار، والدين والطاعة. يقول هم بين الطاعة والمعصية فهم يفرقون، دَلدال متذبذبين، وخافوا الأصيلة خافوا أن يستأصلوا. وقال:

هل سرَّكم في جمادي أن نصالكم ... إذ الشقاشقُ معدولٌ بها الحَنَك

اوسرّكم إذ لحقنا غز فخركم ... بأنكم بين ظهري دِجلة السمكُ

قال كان هذا في جمادي، يقول أسّركم أنا سلم لكم في هذا الوقت؟ وذلك أن بني عامر لما قتلوا بني تميم يوم جبَلة قالوا: لم يبق منهم إلا يسير فغزوهم فنستأصلهم، فغزوهم يوم ذي نَجَب فقتلتهم تميم، وقوله " إذ الشقائق معدول بها الحنك " يرشد إذ تهدرون، والشقشقة أبدا تكون من جانب، وقوله إذ لحقنا غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015