مرتقب محاذر، واللعباء أرض لبني سليم وكان بها أعداؤه، وجلموده يريد الهجاء.
وقال راشد بن شهاب:
بذمً يغشى المرء خزياً ورَهطه ... لدى السرحةِ العشياء في ظِلّها الأدَم
السرحة شجرة كانت بعكاظ يجتمعون عندها ويتحدثون في ظلها وكان الأدم يباع تحتها، ويروى العشواء وهي الكثيفة الظل التي لا يبصر فيها لشدة سواد الظل. وقال الأخطل:
وما يبقى على الأيامِ إلا ... بنات الدهرِ والكلم العقورُ
بنات الدهر أحداثه وصروفه، والكلم العقور الهجاء. وقال ابن مقبل:
بني عامر ما تأمرون بشاعرٍ ... تخيرّ بابات الكتاب هجائيا
وعندي الدُهَيم لوأحلُ عقالها ... فتصعد لم تعدم من الَجن حاديا
بابات سطور واحدها بابة، والدهيم الداهية والأصل ناقة حمل عليها رؤوس إخوة قتلوا فضربت مثلا في الشر فأراد أن الجن تحدو القوافي كأنها تسوقها إلى الشاعر. وقال عنتر:
هل غادرَ الشعراءُ من متردَّمٍ ... أم هل عرفَتْ الدارُ بعد توهّمِ
غادر ترك، متردم مترقع مستصلَح يقال ردمت ثيابي ولدمتها