وطال ما ذبّ عني سائرٍ شرُد ... يصبحنَ فوق لسان الراكب العادي
فاسألُ نزاراً فقد كانت تنازلني ... بالنصفِ من بين إسخان وإبرادِ
سائر يعني شعرا يسير في الناس ووحّد على اللفظ لأنه أراد الشعر ومعنى الشعر جميع ولذلك قال شرد، والنصف الإنصاف، وإسخان وإبراد شر وخير، يقال أسخنت له الحرب وأبردت له السلم. وقال ابن أحمر وذكر امرأة:
إذا عرضتُ منها بنجدٍ تحيةً ... فان لها أخرى تخبّ بمَوسِم
يقول إذا قلت فيها قصيدة أمتدحها بها فبلغت نجدا فإني قائل أخرى فتسير حتى تروى بالموسم. وقال الراعي:
وقلتُ له إن تدلَج الليلَ لاتزل ... أمامكَ بيت من بيوتي عائر
أي بيت هجاء سائر. وقال بشر:
إذا ما شئتَ نالكَ هاجراتي ... ولم يُعمَل إليكَ بهن ساقي
الهاجرات الكلام القبيح، يقال أهجر في منطقه، يقول يأتيك الهجاء من غير أن آتيك به لأنه يسير. وقال جرير:
وأطلعتُ القصائد طَود سَلَمى ... وجدّع صاحبي شُعَبَي انتقامي
سلمى أحد جبلي طيء، وإطلاعه إياه القصائد أنه هجا الأعور النبهاني، وصاحبا شعبي رجلان هجاهما، وشعبي موضع. وقال الشماخ:
لولا ابن عفانٍ والسلطانُ مرتقَب ... أوردت فجّا من اللّعباءَ جُلمودي