ألسنة الرجال، باقية نصب على الحال. وقال المسيب بن علس:
فلأهديّنَ مع الرياح قصيدةً ... مني مغلغلةً إلى القعقاع
مع الرياح أي تذهب كال مذهب كما تأخذ الرياح في كل وجه أي يتحملها الناس ويحسنها. وقال الكميت وذكر قصيدة له:
فتلكَ إليكَ تقدبم مذهباتٍ ... بها يترنم الوله الطروبُ
فلا الرجزاءُ تعجز عن قيام ... ولا ذاتُ العقال ولا العتوبُ
ولكن كل نابئةٍ خَروجً ... من الأمثال والطلُق المنيبُ
يقول هذه القصائد ليست كالرجزاء ولا كالظالع ولا العتوب، وهو الذي يعتب على يد واحدة: والنابئة التي تخرج من أرض إلى أرض، ويروى: ولكن كل آبية، وهي التي تأبى أن يقال مثلها، والطلق التي لا عقال لها، ويقال ان المنيب أول الابل الماضي على وجهه في الصدر من أناب. وقال يذكر قصائده:
غرائبٌ يدعونّ الرواة كأنما ... رشَونهم والراكبَ المتغردّا
تعلّظ أقواماً بميسم بارق ... وتفطم أوباشاً حميلاً ومُسنداً
يقول يطلبها الناس حتى يرووها من حسنها فكأنَها رشتهم