على حينِ أن جد الذكاءِ وادركَتْ ... قريحةَ حسى من شريح معمِمِ
الذكاء السن، يقال فرس مذكّ إذا كان قد أسن، والقريحة أول ما يخرج من البئر، واقتراح القول ابتداؤه، ومنه اقترحْ عليّ ما شئت وشريح ابنه، أي بعد ما أسننت وادرك ابني وقال الشعر، وضرب الحسى مثلا للشعر. وقال الشماخ:
نبئتُ أن ربيعاً أن رعى إبلاً ... يهدي إلىّ خناه ثاني الجِيد
فان كرهتَ هجائي فاجتنبْ سخطَي ... لا يعقلنّكَ إفراعي وتصعيدي
أن رعى إبلا أي استغنى وصار له مال، ثاني الجيد أي رخى البال غير مكترث لذلك، وإفراعي هاهنا انحداري وهذا حرف من الأضداد، يقال أفرع في الجبل صد وأفرع منه إنحدر. وقال آخر في الصعود وهو رجل من العبلات:
إني امروء من يمانٍ حين تنسبني ... وفي أميةٍ إفراعي وتصويبي
وقال آخر:
إني لأشقى الناس إن كنتَ غارماً ... ضمان التي يسقي بها نخلُ مَلهمُ
عبد الرحمن عن عمه قال: يقول إن كنت كلما عقرت سانية