يقال أن العلندي جبل لم ير إلا وعليه كالدخان، ويقال العلندي شجر له دخان كثير إذا أوقد به وهذا من قولك: لأثيرن عليكم شرا يبلغ دخانه السماء - أي يأتيكم من هجائي شيء له دخان كدخان العلندي، مذود يذود عنه ويدافع.
قصائذ من قيل امرىء يحتديكُم ... وأنتم بِجسمَى فارتدوا وتقلدّوا
بيّن ذلك الدخان فقال قصائد، يحتديكم يتعمدكم بها، فارتدوا هذا الهجاء وتقلدوا، كما قال الآخر أبو ذؤيب:
لخبِرّت أنا نحتدي الحمد إنما ... تكلّفه من النفوسِ خيارها
ومثل قول الأول:
سأكسوكما يا ابن يزيد بن جعشمٍ ... رداءيْن من قارٍ ومن قِطرانِ
اذا لُبسا زاداً على اللبسِ جدّة ... ولم يبلَ وَشى منهما لِأوانِ
وقال أوس:
وما أنا إلا مستعد كما ترى ... أخو شرَكيّ الورد غير معتمِ
شركي الورد سريع يقال لطمه لطما شركيا أي متتابعا، يريد أنه ورد في إثر ورد ومعنى الورد أنه أغشاهم ما يكرهون، يقال لا يزال فلان يتوردنا بالشر، معتِم محتبس، قيل لأعرابي: ما قمر أربع؟ فقال عتمة ربع، أي قدر ما يحتبس في عشائه، وقوله: