لرثيت طه حسين فإنه يخيل إلي أنه قد مات طه الذي عرفته وأحببته وأكبرته وجاء غيره الذي أنكره.
زكي مبارك؛ هل مات طه حسين 1:
شغلت الأندية الأدبية بالنضال الممتع أو الخطاب النفيس الذي وجهه الأستاذ إبراهيم المازني2 إلى الدكتور طه حسين. ومن النادر أن يخرج الأستاذ المازني من صومعة السخرية بالحياة والأحياء ليكتب مثل هذا الخطاب وأغلب الظن أن الدكتور طه حسين لم يكن ينتظر ذلك الذي صب على رأسه صاحب "خيوط العنكبوت" ولكن الدكتور طه حسين يعاني في أعوامه الأخيرة أزمة روحية لم يشهد مثلها من قبل فقد تفرق عنه أصحابه جميعًا، ولم يبق حوله غير المراثين المشغفين الذين يعز عليهم أن يتركوه للوحدة والاكتئاب، وهو يحاول اليوم رأب ما صدعته الأثرة والغفلة عن عواقب الإجحاف وسبيله إلى ذلك أن يتخذ محطة الإذاعة مطية لوصف المؤلفات الجديدة على طريقة شوبش يا حبايب.
إنه لا يسرف في المدح حبا في تشجيع المؤلفين ولكن يريد أن يمدحهم جميعًا ليؤلف منهم جمعية أدبية يقارع بها خصمه الذي يعرفون.