ولكن رأسه انبطح حين اصطدم بالصخرة المازنية وانكشف للناس عواره حين أراد التقرب من صاحب "حصاد الهشيم".
من المازني إلى طه حسين 1:
لما كتبت أعاتب الدكتور طه حسين في فصل الدكتور زكي مبارك من الجامعة، وأقول: إن الدكتور طه أصبح ممن يملكون إشباع البطون وإجاعتها وأنه صار يضرب اللقمة التي ترتفع بها ليد إلى الفم ويطيرها فتسقط على الأرض فيعثر بها الكلاب ويحرمها الإنسان, لما قلت هذا لم أكن أعني أني أخشى على الدكتور زكي مبارك وأولاده الجوع من أجل أنه حرم وظيفة صغيرة في الجامعة ومعاذ الله أن يخطر لي على بال لا لأن الأدباء لا يتفق أن يعدموا القوت إلى أكثر من جاع منهم في حياته، بل لأني أعلم أن الدكتور زكي مبارك رجل كفء للحياة قادر على الاضطلاع بأعبائها وأنه أزكى وأعظم رجولة من أن يبالي كيف يكسب رزقه مادامت وسيلة الكسب مشروعة لا عيب فيها ولا دنس يعلق بها.
وقد أعجبني من الدكتور زكي مبارك قوله أنه لو خاف الجوع على عياله لشوى لحم الدكتور طه وأطعم عياله وليس الذي أعجبني أنه مستعد لشي لحم الدكتور طه، كلا، ولو أنه هم بذلك لكنت أول من يقاتله عليه ويحمي طه منه وإنما الذي أعجبني هذه الفحولة الساذجة التي لم تفسدها باريس.