وأنشدنا شيخنا هذا الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الحمزي، يعرف بابن قرقول في سفرة صحبته فيها سنة أربع وستين وخمسمائة، وأجاز لي جميع رواياته قال: أنشدنا الأستاذ النحوي أبو محمد بن السيد لنفسه:

أخُو العِلْم حٌي خالدٌ بعد مَوْته ... وأوصالُه تحتَ التُّرابِ رمِيمُ

وذُو الجهل مَيْتٌ وهو ماشٍ على الثَّرى ... يُظنُّ من الأحْياء وهو عَديمُ

وشيوخ شيخنا جملة عديدة، وتصانيفه متقنة مفيدة.

وممن لقيت بحضرة مراكش الوزير الكاتب:

أبو عبد الله الشاطبي

وكان فرداً في الكتابة والشعر والخطابة، فمن شعره:

متى وعدْتُك في تَرْك الصَّبا عِدَةً ... فاشْهدْ على عِدَتي بالزُّور والكَذِبِ

أمَا تَرى اللّيلَ قد ولَّتْ عساكُره ... وأقبلَ الصُّبحُ في جَيْشٍ له لَجِب

وجدَّ في أثَر الجَوْزاءِ يَطْلُبها ... في الجو رَكْضَ هلالٍ دائِم الطَّلب

كصَوْلجانِ لُجين في يَديْ مَلِكٍ ... أدناهُ من كُرةٍ صِيغت من الذّهب

فقُم بنا نَصطبح صَفْراَء صافيةُ ... كالنّار لكنَّها نارٌ بلا لَهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015