فمن شعر الوزير أبي لقاسم بن الجد ما أنشدنيه له ابن عمه رحمهم الله:
لئن رَاق مرأى للحسان ومَسمعُ ... فحسناؤُك الغرّاءُ أبْهى وأمتعُ
عَروسٌ جَلاَها مَطْلعُ الشَّمس فانْثنتْ ... إليها النّجومُ الزّاهراتُ تَطلَّع
زَففت بها بِكراً تضوّع طيبُها ... وما طِيُبها إلا الثّناء المُضوّعُ
لها من طِرازِ الحُسن وشْيٌ مُهَلّلٌ ... ومن صِيغَة الإحسان تاجٌ مُرصَّع
وأنشدني له:
أما ونسيِمُ الرّوضِ طَاب له نشرُ ... وهبَّ له من كُلّ زاهرةٍ نَشْرُ
يُحامِي له عن سّره زَهَرُ الرُّبى ... ولم يَدر أن السّرَّ في طَيّه نَشْر
ففي كُلّ سِرّ من أحاديِث طِيبه ... تَمائُم لم يَعْلَق بحامِلها وِزْر
لقد فَغَمتْني من ثَنائك نَفْحةٌ ... يُنافِسني في طِيبِ أنفاسِها العِطْر
تَضَوعَ منها العَنْبر النّدُّ فانْثنت ... وقد أوهَمتْني أنّ منزلها الشّحْر
سِرى الكبرُ في نفسي لهَا ولربمَّا ... تجانف عن مَسرى صَرامتَي الكبُر
وشيَب بها معنًى من الراّح مطربٌ ... فخيّل لي أنّ ارتياحي بها سُكر
أبا عامرٍ أنْصف أخاك فإنّه ... وإيّاكَ في مَحْض الهوى الماءُ والخَمْر