الوزير الحسيب العالم الأوحد:
أبو القاسم محمد بن عبد الله
الفهري النسب، المستبحر في الحديث والفقه والمتقدم في الأدب وعلم النسب؛ كاتب الحضرة العليا، المرجو للدين والدنيا. توفي رحمه الله سنة خمس عشرة وخمسمائة
حدثني عنه ابن عمه حافظ أهل زمانه، المقدم على أهل عصره بحفظ مذهب إمام دار الهجرة، أبي عبد الله مالك بن أنس وأصحابه، ونصوص أقوالهم، واتفاقهم واختلافهم، مع المعرفة بلسان العرب، والنهاية في الفضل والدين وسمو النسب، والجاه وأعلى الرتب، أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد. توفي رضى الله عنه ليلة الخميس الرابع عشر من شوال سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن ظهر يوم الخميس بداره بمدينة إشبيلية؛ ولم يتخلف عن شهود جنازته كبير إنسان،
ومشى فيها الملوك والعلماء وجميع الأعيان، حتى أودعوه بطن ضريحه وتركوه في ذمة من الله وضمان. وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة. فكان له من العمر يوم وفاته تسعون سنة وسبعة أشهر.