وله يعتذر من استبطاء المكاتبة:
ألم تَعْلموا والقلْبُ رَهْنٌ لَديكم ... يُخبِّركم عَنِّي بمُضْمرِه بَعدِي
ولو قَبِلتْنِي الحادثاتُ مكانَكم ... لأنْهبتها وَفْري وأوطأتها خدّي
ألم تعلموا أنّي وأهْلي وواحِدي ... فِداءُ ولا أرْضَى بتَقْدِمتي وحدي
ولابن أبي الخصال تصانيف كثيرة، مستحسنة أثيرة؛ منها: كتاب ظل الغمامة وطوق الحمامة، في مناقب من خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابته رضي الله عنهم بالكرامة، وأحلهم بشهادته الصادقة دار المقامة. والقصيدة الموسومة بمعراج المناقب، ومنهاج الحسب الثاقب؛ في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما انتظم به من مناقب صحابته الأبرار. إلى غير ذلك من ترسله الفائق، وشعره الرائق، وذلك في خمس مجلدات.
وأنشدني الوزير الفقيه المحدث الفاضل الكاتب أبو عبد الله محمد ين أبي القاسم ابن عميرة المروي؛ المنسوب إلى مدينة المرية، على ما تقتضيه صناعة العربية؛ قال: حدثني بجميع تصانيفه الوزير أبو نصر الفتح بن خاقان، سامحه الله بما سلف منه وكان، وكان طبعه في الانقياد له في ميدان البلاغة سلس العنان؛ وقد قدمنا أنه قتل ذبحا، ورأوا له في تشحطه بدمائه سبحا.
فمن شعره يخاطب أبا يحيى محمد بن الحاج، وقد كان وقع بينه وبينه في بعض الأيام تنازع أدى إلى الانفصال، وتعطيل تلك البكر والآصال؛