ثم استيقظ أخوهما الوزير الحسن أبو الحسن فقال:
يا صَاحبيّ ذَرَا لَوْمي ومَعتَبتِي ... قُمْ َنْصَطِبح خَمْرًة من خَير ما ذَخرُوا
وبَادِرَا غَفْلَة الأياِم واغتَنمِا ... فاليومَ خمرٌ ويبدُو في غَدٍ خَبَرُ
وذو الوزارتين الناظم الناثر الكثير المعالي والمآثر أكتب أهل زمانه على الإطلاق، وآدب أهل الأندلس بالإجماع والاتفاق؛ مع التقييد للحديث، والاشتغال بعلومه في القديم والحديث:
أبو عبد الله محمد بن مسعود
حدثني عنه خمسون شيخاً، منهم قاضي القضاة إمام النحويين، بقية أعلام مشيخة الأندلسيين، أبو جعفر أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعد بن مضاء اللخمي رضى الله عنه.
فمما أنشدونا له في مطرب:
وافَي وقد عَظُمتْ علىّ ذُنُوبُه ... في غَيبة قَبُحت بها آثارُهُ
فَمَحَا إساَءته بها إحسانُه ... واستغفرتْ لذُنوبه أوتارُه