فراجعه ابن زيدون:
أسقيطُ الطلِّ فوق النَّرجِس ... أم نَسيمُ الرَّوض تحت الجِنْدسِ
أم قريضٌ جاءني عن ملك ... مالك بالبِّر رِقَّ الأنفس
يا جمالَ الموكب الغادِي إذا ... سارَ فيه يا بهاَء المجلسِ
شرُفَتْ بِكْرُ المعالي خِطبةً ... بكَ فانْعم بسرُور المَغْرس
وارتشفْ مَعْسُول ثغرٍ أشتنبٍ ... تَجتنيه من مُجَاج اللُّعس
واغتبق بالسَّعد في دَسْت المُنَى ... يصبحُ الصّنعِ دهاق الأكؤُسِ
فاعتراضُ الدّهر فيما شِئتَه ... مرتَقًى في صَدره لم يَهْجس
وكان ابن زيدون زعيم الوزراء القرطبية، ونشأة دولتها السنية؛ حتى صار ملهج لسانها، وحل من عينها مكان إنسانها. وكان بينه وبين رئيسها الحسيب أبي الحزم ابن جهور ائتلاف الفرقدين، واتصال الأذن بالعين؛ فلما صار تدبير ملك قرطبة إليه، ومدار أمرها عليه؛ طلب ابن زيدون طلباً أصاره إلى الاعتقال؛ وقصره عن