ولبعض أهل ذلك العصر، وهو أقل تكلفا وأيسر تعسفا:

فَدُم وابِقَ واسلَم واستطلْ عزَّةً وصِلِ ... وسُدْ وارْقَ واغْنَم واستزِدْ رفعةً واسْمُ

فلن يَتنافَى اثنانِ رأيُك والنُّهي ... ولن يتَلاقى اثنان فعلُك والذَّمُ

ولأبي الفرج الأصبهاني مؤلف كتاب الأغاني:

يا فرحةَ الهِّم بعد اليأسِ من فرجٍ ... يا فرحةَ الأمن بعد الرَّوع والوهَلَ

اسلَم ودُمْ وابقَ واملك وانمُ واسمُ وزِد ... وأعْطِ وامْنَع وضُر وانْفَع وصِل وَصُلِ

وكان الأصل في ذلك قول أبي العميثل في عبد الله بن طاهر، ذي اليمينين:

يا من يُحاول أن تكونَ صِفاتُه ... كخِصال عبد الله أنْصِتْ واسمعِ

أصدُق وعِفَّ وَجُد وأنصفْ واحْتَمِل ... واصفَح وكافِ ودَارِ واحلُم واشْجُع

وكان مجلس ذي الوزارتين أبي الوليد بن زيدون منحطاً عن مجلس السلطان المعتمد على الله أبي القاسم محمد، ابن السلطان أبي عمرو عباد، في القعود لإنقاذ أوامر أبيه، إذ كان لما هاجر إليه من قرطبة تلقاه بأعلى المحل، وعول عليه في العقد والحل، فكتب إليه المعتمد:

أيُّها المنحُّط عني مجلساً ... ولَه في النَّفسِ أعلى مَجْلسِ

بِفؤداي لك حبٌ يقتضي ... أن تُرى تُحملُ فوق الأرؤُسِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015