أبعد خمسينَ تقضَّيتَها ... وافيةً تَصْبو إلى الرَّبربِ
كلّ رَدَاح الرِّدْف خُمْصانٍة ... كالمُهرةِ الضَّامرِ لم تُركَب
وفيه تشبيب حسن كثير اختصرناه لطوله، وقال في المديح منه:
مَن مُبلغٌ عنِّي إمامَ الهُدى ... الوارثَ المَجد أباً عن أبِ
أنّىِ إذا أطْنَبَ مُدَّاحُه ... قصدتُ في القول فلم أطْنِبِ
لا فَكَّ عنَّي الله إن لم تكن ... أذكرتَنَا من عُمَرَ الطَيِّب
وأصبح المشْرِقُ من شوقه ... إليك قد حنَّ إلى المغرب
منبرهُ يَهتفُ من وَجْده ... إليك بالسَّهل وبالمَرْحبِ
أطرَبَه الوقتُ الذي قد دنا ... وكان من قبلك لم يَطربِ
هَفَا به الوجدُ فلو مِنبرٌ ... طَارَ لَوافَي خَطفَةَ الكوكَب
إلى جميلِ الوجه ذِي هَيبةٍ ... ليست لحامِي الغابةِ المُغضَب
لا يُمكنُ النّاظرَ من رؤية ... إلا التماحَ الخائِف المُذنِب
كنا نعجب بقول البحتري ونستغربه في قوله لجعفر المتوكل:
فلو أنّ مشتاقا تَكلّف غيرَ مَا ... في وُسعه لسعَى إليك المنبرُ