ووصفه لها بالغمامة مأخوذ من قول الأعشى:

كأنَّ مِشيتها من بيت جَارِتها ... مرُّ السَّحابة لا ريثٌ ولا عجلُ

قال الوزير أبو إسحاق: سبب هذه القطعة أنى ذهبت يوماً أريد باب السمارين بشاطبة، ابتغاء الفرجة على جرية ذلك الماء بتلك الساقية، وذلك سنة ثمانين وأربعمائة، وإذا الفقيه أبو عمران بن أبي تليد رحمه الله قد سبقني إلى ذلك، فألفيته جالسا على مصطبة كانت هنالك مبنية لهذا الشأن، فسلمت عليه، وجلست إليه متأنسا به وبتلك الحال، فأنشد أثناء ما تناشدناه قول ابن رشيق رحمه الله:

يا من يُّمر ولا تَمرُّ به القُلوب من الفَرَقْ

بعِمَامةٍ من خدّه ... أو خَدُّه منها استَرَق

فكأَنَّه وكأَنها ... قَمَرٌ تَعمَّم بالشَّفق

فإذَا بدا وإذا مشى ... وإذا رَنا وإذا نَطَق

شَغَل الجوانَح والجوا ... رحَ والخواطرَ والحدَق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015