ومن فحول شعراء الأندلس؛ مالكُ أزمّة القريض، وماسك راية التَّصريح فيه والتَّعريض؛ شعرهُ أرقّ من النّسيم، وآنقُ من المُحيَّا الوسيم، الوزير:
أبو إسحاق الخفاجي
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله الخفاجي
من أعيان مدينة شقر، وهي جزيرة قد أحدق النهر بها؛ كما أحدق بحدقة شفر؛ وحسبك من ماء سائح، وطائر صادح؛ وبطاح عرضة، ورياض أريضة؛ فلا ترى إلا انسجام الغمام، ولا تسمع إلا ترنم البلبل والحمام. فمن قوله:
ومُهفهفٍ طاوِي الحَشَا ... خَنِث المَعاطف والنَّظَر
بهر العيونَ بصورة ... تُلِيتُ محاسنُها سُوَر
وإذا رَنا وإذا شَدا ... وإذا سَعى وإذا سَفَر
فَضَح المُدامةَ والحَما ... مة والغَمامة والقَمر
قول الخفاجي: وإذا رنا فضح المدامة مأخوذ كم قول القائل:
وعَيْنَانِ قال الله كُونا فكانتا ... فَعُولان بالألباب ما تفعل الخَمرُ