ومن ذلك قولهم: "إِمَّا لا فَافْعَلْ هَذا".
وإنما كانت "مَا" في هذه التراكيب زائدة لما قاله في (قواعد الإِعراب) أنه إِذا اجتمعت "إنْ" و"مَا": فإِن تَقدَّمتْ "إِن" على "مَا" فهي شرطية، و"مَا" زائدة. وإن تَقدَّمتْ "ما" كانت "ما" نافية، و"إِنْ" زائدة، نحو: "مَا إِنْ زَيْدٌ بِقائم" (?).
والثانية: (?) إِذا وقع بعدها "لا" النافية كما في قوله عَزَّ نَصْرُه: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة:40]. وكقول عُمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - (?) أيام ولايته المدينة خِطابًا للفرزدق (?): "تَلزم العفافَ وإلَّا فأاخرجْ من المدينة، فإِنها ليست بدارِ مَأْثَمة". وقول الأَحْوَص (?):
فَطلِّقْها فَلَسْتَ لها بِكُفْو ... وَإِلَّا يَعْلُ مِفْرَقَك الحُسَامُ (?)
وقول أبى الأسْوَدِ الدُّؤَلى (?):
دعَ الخَمْرَ تَشْربُها الغُوَاةُ فَإِنَّنى ... رَأَيْتُ أَخَاهَا مَجْزِيًّا بِمكانها