وبسطاً، وأجبناه بصلاتها من غير توان ولا إبطاء، وأُسْكُودَار بلدة لطيفة حسنة ظريفة فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، ضوؤها صقيل، ومجتلاها جميل، ونسيمها أرج النشر عليل، يمتد أمامها بسيط أنضر، وبساط أخضر، قد أجرى الله فيه مذانب الماء تسقيه وتحتف بها بساتين ملتفّة الأشجار يانعة الثمار، والبحر الأعظم القُسْطَنْطِينيّ ينساب بين يديها، وينعطف عليها، ويحنو إليها، ويعنو خاضعاً لديها، وبها مساجد وضيّة وعمارات فضيّة وأسواق حسنة وخانات مستحسنة، ومنها يُركب في المُعدّية إلى المدينة العظمى القُسْطَنْطِينيّة، فعدى الحمزاويّ بالخزانة ومن معه من القوم بعد العصر من ذلك اليوم، واستخرت الله تعالى في الإقامة بها بقية اليوم، وهو يوم الأحد ثم من تلك الليلة إلى الغد، فنزلت بمن معي بعمارة هناك على الساحل، وأرحنا الأبدان والرواحل، فتلقّانا خادمها بالتأهيل والترحيب، وأنزلنا في مكان بها متسع رحيب، فلمّا أسفر وجه الصباح وحَيْعَل داعي الفلاح واستنار وجه المحجة بعدما كان بسواد الليل منتقباً، وابتهجت الأنفس بقدوم فجر كان مرتقباً، وتخلق الكون بردع الشمس، وحُمد ظهورها في ذلك اليوم كما حُمد
بالأمس، ورد علينا مشرف شريف، وكتاب عال منيف، من مولانا وسيدنا المقر الكريم الإمام العَلاَّمة شيخ المسلمين السيد عبد الرحيم، مضمونة الاعتذار عن عدم تلقيه بحمى شديدة بنافض تعتريه، وأنه هيّأ لنا منزلاً، ولكن ننزل في عمارة