التواء الصِلال، وينسل في تلك الأراضي أي انسلال، ويدور بجوانبها دور الهلال، ويتراءى بين الشقائق كأنه العذار في الخد الوسيم، ويلبس درعاً محكمة الزرد من نسج النسيم، كما قيل:
حاكَت الرِّيحُ على الماء زَرَدْ ... أيُ دِرْعٌ لقتالٍ لوْ جَمَدْ
فنزلنا بها بعمارة عتيقة، محكمة وثيقة، حسنة أنيقة، وكنّا قد سبقنا القوم في ذلك اليوم، ثم سرنا (إلى أن نزلنا) بمرج فسيح الأرجاء، واسع الفضاء، ذو مرعى غزير، وربيع كثير، ونهر كبير:
وقد غَشِىَ النّبتُ بَطحاءهُ ... كبَدوِ العِذارِ بخدٍّ أسِيْلِ
وقد ولَّتِ الشّمسُ مُجْتَثَّةً ... إلى الغربِ تَرْنو بطَرفٍ كَحيلِ
كأنّ سَناها على نَهْرِهِ ... بَقايا نَجيعٍ بسَيفٍ صقيل
وبتنا هناك مجاورين لذلك النهر، ليلة الأربعاء سادس عشرين الشهر، ثم رحلنا