من ألم الوداع اصفرار كما قيل:
ورُبَّ نهارٍ للفراقِ أصيلُهُ ... ووجهي كلا لونَيْهما مُتَنَاسِبُ
ثم فطرت في المنزل عل عادتي المألوفة، وفطر عندي من الأصحاب جماعة لطيفة، ثم احتفت بي الوالدة والأولاد، وتشاكينا حرارة الأكباد ولهيب الفؤاد، وأنشدت بلسان الحال قول من قال:
غداً أودّعُ قوماً أوْدَعُوا كبدي ... ناراً، وعهدي بهمْ برداً على الكبدِ
أُبْدي التجلُّدَ أحياناً فيبهرني ... ريقٌ يجفُّ وخدٌّ بالدُّموعِ ندي
لم أنسَ يوماً تنازَعنا حديث نَوىً ... وقَوْلَها وهي تبكي: آه يا سندي
كُنَّا إلى القرب أخلدنا فنغَّصَهُ ... هذا الرحيلُ الذي ما مرَّ في خَلدِي
ثم خرجت إلى مدرسة الكامليَّة، وتمشيت ومعي ولدي أحمد - أنشأه الله