والإسلام، الشهاب أبو العباس أحمد الهندي الحنفي عامله الله وإيانا ببره الوفي ولطفه الخفي آمين، شيخٌ له في تحقيق العلوم قدم عال وأشتات معال وخاطر يجول في أوسع مجال، فيبرز نفائس لآلٍ، وعرائس جمال، ويأتي بسحر حلال

وبحر زلال:

فضائل مثل الحصا كثيرةٌ ... وخاطرٌ يغرف من بحرِ

كان عندنا بالشَّام مدّة، وأقام يدرس بالجامع الأموي في كتب عدة، وهو محبّ معتقد، غير ثان ولا منتقد، لطيف الذات والطباع، بخلاف من يأتي من تلك البقاع، سلَّم عليّ وتردد إليّ وسمع مني وأخذ عني، وذكرت بحضوره قول ابن عبّاس وتبعه الشعبيّ بجواز صلاة الجنازة بغير طهارة، فاستفاده وتلقّاه بالقبول، ثم أيده بقول أبي حنيفة رحمه الله بجواز التيمم لها مع وجود الماء وأنها عنده لا تبطل بالقهقهة، وعلّل ذلك بأنها عنده صلاة من وجه ودعاء من وجه، وبحثت معه في غير ذلك أيضاً.

ومنهم الصَّالح النيّر الدّين الخيّر القدوة العَلاَّمة، الشيخ زين الدِّين عمر ابن أسامة، حضر إليّ وسلم ودعا والتمس الخاطر والدعاء، وحصل بيننا وبينه صحبة ومودة، وأخوة ومحبة.

ومنهم الشيخ الفاضل العالم المواظب على وظائف الخير والملازم، المثابر على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015