والشيخ الصَّالح الكامل العابد الزاهد العَامِل المحبّ الصادق، والخلّ الموافق، ذو الإخلاص والصفاء، والصدق والوفاء، اللاهي بربه عن الملاهي، الشيخ الصُّوفيّ عبد الكريم الأمياهيّ.
والشيخ الفاضل البارع الكامل العَالم العَامِل، ذو المناقب والشمائل، الحافظ اللافظ، المذكّر الواعظ، الحسن السمت، الطيّب النعت ذو الدِّين الثخين، والعقل المتين، والفضل المبين، قرّة عين المحب وسخنة عين العادي، الشيخ أبو الحسن علاء الدِّين ابن البَغْدَاديّ، وغيرهم من المحبين والأصحاب المتوددين، والتلامذة المترددين ولم يزالوا يفدون زُمَراً ويردون نَفَرَاً فنفرا.
فلمّا كثر المترددون والمنتابون، وقد وصلنا إلى محلّة القَابُون، نزلت من المَحارَة في رأس تلك الحارة، وامتطيت صهوة جوادي، وقد قوى فؤادي عند مشاهدة بلادي، وظَهَرَتْ للصحة إن شاء الله بوادي. فيا له من طرف أشهب، قد اختصر من بالَغَ في وصفه وأسهب، مريع رائق، لاحق سابق، مطلق الجرائد، قيد الأوابد، يلوح كالصباح، ويسابق الطَرف ويباري الرماح، ويمرح بين اختيال وارتياح، وارتجاج وارتجاح. تستوقف اللحظات في حضرته برقة حسنه وكمال خلقته. ذي نخوة شمخت به عن نده، وشهامة طمحت به عن ضده، فهو الأشْمَط الذي حقه