ومما جرى على الجنان فنطق به اللسان قولي:

حاولتُ من دَهري الأمانَ فراغا ... فأريتهُ عَمَّا طلبتُ فراغا

ويئْست من أهليه أجمعهم فما ... أرجو مراءً منهم حنى أو راغا

والصبر عنهم قد سلكتُ سبيلهُ ... وعلى الحَشا أفرغتهُ إفراغا

كم قد شَرِقت بغُصَّةٍ منهم وما ... لاقيتُ ممَّا قد غصصتُ مساغا

غصبوا الثعالب طبعهم فتراهمْ ... لا يسأمونَ عن المُرَادِ رَواغَا

وكأنهم صُبغوا بحالكِ لؤمهمْ ... طبعاً يزيد مدى الزمان صباغا

ولجأت للرحمن فيما أبتغى ... فبلغت مما أرتجيه بلاغا

وأنالني باللطفِ حَظاً وافرا ... وعليَّ أسبغ ظله إسبَاغَا

وأراحنى بعد العَناء بمنّه ... فضلاً وأبلغني المنى إبلاغا

فلهُ تعالى الحمدُ مني ما اهتدى ... قلبٌ الى سُبُل الهُدَى أو زَاغا

هدانا الله إلى سبُل الهدى ووقانا، وحمانا من الضلال والردى وكفانا (بمنه وكرمه كيد الحساد ومكر العدا آمين)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015