وكنت قد نويت أني أنفعك ... ببعض ما عندي ولست أمنعك
فإنّ عندي منه ما لن يفرغا ... قط وما بَلَغت هذا المبلغا
قال له ماميه بل عرفتُ ما ... عندك باديا وما قد تكتما
ثم اكتسبت الضعف من سواكا ... غير الذي اقترحته من ذاكا
فالآن قدري فيه فوق قدرك ... هذا وما بلغت نصف عمرك
فسل من الأنذال عن مقالي ... يعترفوا بالمقام العالي
فذل لطفي حين قال ذلكْ ... وصار وجهه كليلٍ حالكْ
ثم أتاه بكلام حسن ... وبمقال لين لا خشن
وقال يا ابني يا أخا المروة ... ويا أبا الرُجلة والفتوة
والقصد بالمروة النذالة ... والقصد بالفتوة السفالة
قد فقت فيهما جميع الخلقِ ... وقد سلخت خُلقي وخَلقي
فانت يا قُرَّة عيني مني ... فقد تيقنت بأنك ابني