ثم كتبت له لُغْزَاً، فقلت:
يا من صفا في العلم مورد شربه ... لما تروّى من مناهل عَذبه
ما اسم ثلاثي معمى لم يزل ... تبصره في شرق الوجود وغربه
هو صامت أبدي ويلفى ناطِقاً ... لكن برمز في الكلام لعُجْبه
هو ظاهر خاف وليس به يُرَى ... غشٍ ولكن غشه في قلبه
وإذا حذفت الصَّدر منه تلقهُ ... جمعاً لمن يلقى الصدور بحربه
وإذا تصحف فهو أمر شامخ ... مع نعت جمع مشرف في حزبه
ومع الزيادة آخراً يُلفى به ... بلد زهَى بين البلاد بخصبه
وإذا تصحف فاسم خود كاد أن ... يقضي بها مَعْشُوقُها من حُبّه
وإذا جعلت الفاء لاماً فهو ما ... يُبدى المتيم من محاسن حبه
وإذا تصحف قلبه فقبيلة ... في البدو عُدت من أماثل عُرْبه
فامنن بحل اللغز يا براً بلا ... مثل ويا بحراً سَما عن مشبه
يا من إذا الأعلام عدت كان مَع ... أعيَانهم كالبدر صحبة شهبه