حَاز قصب السبق في ميادين العُلوم، وملك أزمَّة أفانين المنثور والمنظوم حسب البليغ العجز عن أوصافه لو جاء بالزهر الزواهر تزهر، أو حاول الشعرى لدى اشعاره قالت علاه إنه لا يشعر، لا زالت فوائده غرراً في جبهات الطروس، وفرائده درراً تتقلد بها نفائس النفوس، ما جرت جياد الأقلام في ميادين الكلام ببديع النظام، وها أنا ممتثل أوامره المُطَاعَة فيما أشار إليه حسب الاستطاعة من الإجازة لريحانة أُنسه، وثمرة غرسه، ونور بدره، وضياء شمسه، الشِّهَاب المتوقد ذكاؤه، النامي سناه والسامي سناؤه، شِِهَاب الدِّين أبي الفضل أحمد أسعد الله جده، وحباه فوق ما حبا به أباهُ وجدَّه، ولأخواته ومن سَيُحَدِّث له من الأخوة المأمول وجودهم من منح الله المرجوة، وقد أجزت له ولهم أن يرووا عني جميع ما التمس مني بشرطه المعتبر عند أهل الأثر، إجازة عامّة وخاصّة، وعلى كل فرد مما تجوز عني روايته ناصَّة، وأمّا مولدي (ففي سحر يوم السبت رابع عشري شهر رمضان المعظم قدره سنة سبع وستين وثمانمائة بالقَاهِرَة المعزّية حمى الله حماها وحرسها ورعاها:
بلادٌ بها نيطتْ عليَّ تمائمي ... وأولُ أرضٍ مسَّ جلدي ترابها
وقد أدركت بها وبغيرها من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين من لم يسمح الدهر بمثاله، ولم ينسج على منواله، وكلهم أجازني بما تجوز له روايته، وما تصح إليه نسبته ودرايته، فأول من فتق لساني بذكر الله تعالى من برع أبناء زمانه مجداً