النواقيس، ونطق بالتأذين على رغم إبليس، وخُطَّت بها المساجد والمدارس، وعمرت بأوقات الخيرات بعدما كانت دوارس، ونصب الدِّين المحمدي خيامه، ورفع الشرع الأحمدي على قللها أعلامه، وبُدلت من الإنجيل بالقرآن، وعُوضت من الرهبان بعلماء الايمان، فأصبحت شموس الدِّين بآفاقها مشرقة، وسحب اليقين بجنباتها مغدقة. وبها من الأئمة الأعلام، وعلماء الإسلام، من العرب والعجم والأرْوَام، ما يتجمّل به الزمان، ويفتخر به العصر والأوان. ومن الجنود الوافرة والأمم المتكاثرة ما يُعزّ به الدِّين ويذلّ به الطغاة المعتدين والبغاة المفسدين، وسنذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى بعضَ من اجتمع بنا من أعيانها وأهليها وقطّانها. وبها من المساجد والجوامع، التي هي لأنواع الخيرات جوامع، ما تقرّ به أعين الموحدين، وتزداد به عبادة المتعبدين، ومن العمارات العظيمة ذات الصدقات الجسيمة والمبرات العميمة ما هو جار أجره إلى يوم الدِّين، ويشهد لفاعله أنه من المحسنين المهتدين. ومن أجلّها المساجد الإحدى عشرة الفائقة المتقاربة المتلاصقة، البديعة الحسنة الرائقة، المنسوبة إلى السُّلطان محمد المشار اليه، أسبغ الله تعالى ملابس رحمته ورضوانه عليه، وهي المدارس الثمانية اللاتي مدرسوها أعظم مدرسي الرُّوم، ولكل منهم أجزل أجر وأجل معلوم، والتاسعة العمارة التي يطعم بها الفقهاء والمتفقهون، ويحلها وينزل بها المقيمون والقاطنون، والمسافرون والظاعنون، وتجري عليهم الأطعمة صباحاً

ومساءً، ويعم خيرها من لا يحصى رجالاً ونساءً، والعاشرة الجامع المعظم السامي الرفعة، المتسع الرقعة، التي تقال فيه الخطبة، وتقام فيه الجمعة، ويجرى في هذه الأماكن من الخيرات ما لا يمكن حده، ولا يحصر عده، والحادية عشرة المارستان وهو مدرسة على كيفية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015