إليه بسببنا رسالة، وأزاح عنه بمعرفتنا الجهالة، فحييناه بالتحية والسلام، ودخلنا المدينة بسلام، وذلك حين نشر الأصيل رداءه المذهب، وتقوّضت خيام الضياء ومدت سرادقات الغيهب:

والشّمسُ تَنفضُ زعفراناً في الرّبا ... وتمدّ فوقَ الماء سيفاً مُذْهَبَا

ومعلوم أنّ هذه المدينة دار الطمأنينة وقاعدة الرُّوم وأم المدائن ومقر الملك، ومركز دوران الفلك، ومحطّ الرحال، ومآل الترحال، ومعدن الفخار، وموطن الرؤساء والكبار، ومنبع الإقبال، ومربع الآمال، ومنتهى المقاصد والمطالب، ومشتهى القاصد والطالب، ومظهر شموس السعادة، ومقر جيوش السيادة، آيات محاسنها لم تزل بألسن السمّار متلوة، وعرائس بدائعها لم تبرح على أعين النظّار مجلوّة، من أجلّ ما فُتٍحَ من البلاد، وأعظم ما استخلصته يد الصلاح من الفساد، كم خطبها عظيم من ملوك الزمان، وأمهرها مواضي المشرفيّة وعوالي المران، وهي أشدّ ما يكون إباءً وأقوى ما يمكن منعه واستعصاء إلى أن قصدها من ادخر

له ذلك الفتح في خبر طويل الشرح، وهو المرحوم السعيد الشهيد السُّلطان محمد خان بن مراد خان، ووالد السُّلطان بايزيد بوأهم الله غرف الجنان، بمزيد العفو والغفران، وذلك في سنة سبع وخمسين وثمانمائة، فذلّت له صعابها، وخضعت لسطوته رقابها، ولان جماحها وتسنى انفتاحها وأعلن فيها بالتهليل والتكبير، وصُرح فيها بالصلاة على البشير النذير، وقامت بها قامات المنائر، وارتفعت فيها درجات المنابر، وأخرست

طور بواسطة نورين ميديا © 2015