= أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر بسنده عن القاضي أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن عبد الغفار بن ذكوان، حدثنا أبو علي محمَّد بن سليمان بن حيدرة، حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره وسكت عليه السيوطي، وفي ذلك نظر من وجهين:

1 - ابن ذكران أورده الذهبي في الميزان (2/ 498)، وابن حجر في اللسان (3/ 352)، وقالا: تكلم فيه عبد العزيز الكناني.

2 - محمَّد بن سليمان بن حيدرة مجهول الحال، وحيدرة اسم أحد جدوده، واسم جده الأدنى الحر بن سليمان، هكذا ذكره ابن عساكر في "تاريخه" -كما في السلسلة الضعيفة (2/ 172) -، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وعليه فتعلم أن تعقب السيوطي لابن الجوزي لا وجه له.

وأما الطريق الثاني: فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج، حدثنا دينار مولى أنس بن مالك، حدثني أنس بن مالك به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 175) في ترجمة الزجاج ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومشده تالف، فيه دينار، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 290): يروي عن أنس أشياء موضوعة.

وكذا حكم عليه الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 172). وبه يتبين أن تقوية السيوطي للحديث بهذين الطريقين لا تؤيده قواعد علم الحديث.

وأما الشاهد وهو حديث ثوبان فلفظه:

"من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثًا وسبعين مغفرة، واحدة تصلح بها أمر دنياه وآخرته، وثنتين وسبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة".=

طور بواسطة نورين ميديا © 2015