8 - ومن أهم نتائج هذا البحث أيضًا ما استنتجته من أن الباحث في السنَّة وعلومها يحتاج إلى طول نفس، وعلم بالكتب والمصنفات، ودربة على دراسة الأسانيد والتخريج، وممارسة طويلة الأمد، حتى تتكون لديه الملكة والقدرة على الحكم، والاستنتاج.
9 - أنه لا عصمة إلَّا للمعصوم، وأن النقص من طبيعة البشر، يدل على ذلك ما قد يقع من أوهام للعلماء، والمصنفين، وأئمة الجرح والتعديل، وهذا لا ينزل من قدرهم ولا يقدح في علمهم. ويكفيهم أنهم مجتهدون، ولهم فضل السبق إلى كل خير وفضيلة.
10 - أن مجال الحكم على الأحاديث مجال واسع، تختلف فيه الأنظار، وتتفاوت فيه الاجتهادات وليس معنى اعتماد حكم تضليل صاحب الحكم الآخر، أو تخطئته، فلكل اجتهاده ونظرته، ما لم يصادم نصًا، أو يرتكب محظورًا.
وقبل أن أختم هذا البحث أوصي إخواني الباحثين بتقوى الله عزَّ وجلّ، ثم الإِنصراف إلى تحقيق هذا التراث الضخم من تراث المسلمين. وإخراجه إلى حيز النور ودراسته دراسة وافية، وبذل الجهد في تنقيحه وتهذيبه، كي يستفيد منه جميع من أراد الفائدة، وكذا عدم صرف الأوقات والجهود في بحوث لا يحصل من ورائها عشر الفائدة المرجوة من مثل هذه المواضيع. وتزداد هذه الأمور أهمية إذا عرفنا قلة ما خدم وحقق من كتب السنَّة خاصة، بالنسبة لما هو في خزائن الكتب ودور المخطوطات، من موروث علمي تراكم عليه غبار السنين مع الحاجة الماسة إليه.