فالمسؤولية عظيمة جدًا أمام الله جل وعلا، ثم أمام أجيال المسلمين القادمة، التي تكتنفها أخطار جسيمة تهدد بمحو هويتها، وقطعها عن كل موروث من موروثات السلف الصالح. وعليه فلن يعفي طلبة العلم اليوم من هذه التبعة إلَّا إخلاصهم وتفانيهم في سبيل نشر العلم الشرعي. وبث ما تركه السلف الصالح لنا من علم نافع، ومحاولة تبليغه للأجيال القادمة. بشتّى الطرق.

كما أوصي كل من أراد البحث في هذا المجال بعدم الاقتصار على الكتب المختصرة في الرجال والتخريج، والعودة إلى المطولات حتى تبرأ ذمة الباحث في الوقوف على كل ما قيل في الراوي، أو على أكثره، ومن هنا الحكم عليه عن بصيرة وعلم. ومن ثم الحكم على الحديث.

وأخيرًا، أسأل الله جلا وعلا القبول والرضوان، وأن ينفع بهذا الجهد المتواضع، وأن يجعله علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وأن يكون حجة لي لا عليَّ. وأن يوفق علماء المسلمين وطلبة العلم الشرعي إلى الاستزادة من هذا العلم الجليل، وأن يهيىء لنا من أمرنا رشدًا. ويغفر لنا خطيئاتنا، ويستر بمنه وفضله زلاتنا، وأن يرينا من أنفسنا خيرًا، ويجعل سرنا خيرًا من علانيتنا، إنه على كل شيء قدير.

وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته واقتفى أثره وسلم تسليمًا. والحمد لله أولًا وآخر، وظاهرًا وباطنًا.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

• • •

طور بواسطة نورين ميديا © 2015