بسم اِلله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق
الحمد لله الذي فضل علم الشريعة على سائر العلوم، وخص أهله بالذكر من بين خلقه، فقال جل شأنه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} (?). ثم الصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على الذي قال: "من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين} (?)، وعلى صحابته الغر الميامين الذين حملوا لنا هذا الميراث العظيم. وعلى التابعين الذين رفضوا الدنيا ليتفرغوا لنشر هذا العلم العظيم. وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد.
فإن أهم ما صُرفت إليه الهمم بعد كتاب الله الكريم سنة نبيه المصطفى الأمين - صلى الله عليه وسلم -، إذ هي المصدر الثاني من مصادر هذا الدين القويم، وهي المفسرة لكلام أحكم الحاكمين، فمن ابتغى فهم كلامه من غير طريق نبيه ضل مع من ضل في الغابرين، ومن تمسك بهما وصل بإذن الله إلى دار النعيم. وقد صرف الصحابة رضي الله عنهم، جُلَّ وقتهم للسماع من النبي