الكريم، فحملوا إلى من جاء بعدهم علمًا عظيمًا، فتناقلته العقول السليمة والأيدي الأمينة حتى وصل إلينا مصفى من كل دخيل، فلزمنا حمله والعناية به ليضيء لنا ولمن جاء بعدنا معالم الطريق، ففكرت في عمل أدخل عن طريقه في سلك حملة هذا العلم العظيم، وإن كنت لست أهلًا لذلك، ولكن هم القوم لا يشقى جليسهم.
فوقع اختياري على كتاب هذا الجِهْبِذ البصير، والناقد النحرير، مفيد شيوخه، وشيخ أقرانه، وحافظ زمانه، ابن حجر العسقلاني، وكتابه الموسوم بالمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية.
أهمية هذا الكتاب:
1 - تكمن أهمية هذا الكتاب العظيم في كونه مكملًا للموسوعة الحديثية الكبرى، فإذا ضم هذا الكتاب إلى كتابَي: جامع الأصول للعلامة ابن الأثير المتوفَّى سنة 606 هـ، ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي المتوفَّى سنة 708 هـ اكتمل من الجميع ديوان عظيم يجمع هذه الموسوعة، وذلك أن جامع الأصول جمع فيه مؤلفه الأصول الستة -وقد جعل السادس كتاب الموطأ- ومجمع الزوائد جمع فيه مؤلفه زوائد مسند أحمد، والبزار، وأبي يعلى، ومعاجم الطبراني الثلاثة، على الأصول الستة.
وكتابنا هذا أكمل به الحافظ ابن حجر هذا العمل العلمي، بجمعه زوائد مسند الطيالسي، والحميدي، ومسدد بن مسرهد، وأبي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ العدني، وأحمد بن منيع، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وما وجد من مسند إسحاق بن راهويه، وما فات شيخه الهيثمي من مسند أبي يعلى الموصلي، لكونه اعتمد على الرواية المختصرة له.
2 - إن الحافظ -رحمه الله تعالى- جعل كتابه زائدًا على الأصول