قدم سرّ من رأى كاتبٌ من أهل الشام يقال له عبد الله بن عمرو، وكان قريباً لعبد كان المصريّ، فجعل يلقى كتّاب سرّ من رأى فلا يرضاهم، وكان أديباً بليغا.
قال عون: فحدّثت أبي بحديثه فقال لي: يا بنيّ والله لأضعفنّه. فمضى به إلى إبراهيم بن العباس، فلمّا رجع قال لي: هذا من لم تلد النساءُ مثله، سمعته يملي شيئاً كأنّه فيه نذيرٌ مبين، وإذا أبى قد نسخ ما كان يمليه، وهو من رسالة فق قتل إسحاق بن إسماعيل: وقسم الله عدوّه أقساماً ثلاثة: روحاً معجّلة إلى عذاب الله، وجيفةً منصوبة لأولياء الله، ورأساً منقولا إلى دار خلافة الله، استنزلوه من معقل إلى عقال، وبدّلوه آجالا من آمال. وقديماً غذت المعصية أبناءها فحلبت عليهم من درّها مرضعة، وركبت بهم مخاطرها موضعة، حتّى إذا