"الإسرائيلي" للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان (?)، وعلى العالم أن يسير عليه!!، اعتمدت أيضاً النظريات العرقية والإثنية في تطبيقها، وإن الضغوط الأمريكية على سوريا بعد احتلال العراق تشكل جانباً تطبيقياً لهذا المشروع، الذي ينظر إليه المحللون الأوروبيون بالشك والريبة لكونه يطال حدودهم الثقافية والسياسية والاقتصادية، والأمنية أيضاً .. كما تؤكد الدوائر الغربية أن هذا الموضوع بات يشكل أولوية استراتيجية في المنطقة فيما تسرب هذه الدوائر أخباراً مرعبة عن هذا المشروع الذي يقلب المعادلة في "الشرق الأوسط الكبير" إلى حد بعيد .. على سبيل المثال:
1 - الضغط الظاهري على سوريا في مسائل تتعلق بلبنان وفلسطين والحل السلمي، والمساعدة في ضبط الوضع في العراق، وهي مسائل ظاهرية وتاريخية تحمل الكثير من النقاش، إلا إن نجاح المشروع يقضي بإبقاء هذه الملفات مفتوحة على طاولات المفاوضات مع سوريا إلى أن يصبح التغيير الاستراتيجي الآخر جاهزاً، وهلم جرا.
2 - الضغط على سوريا في جوانب الإصلاح الديمقراطي وتسريعه وطرح المشاريع الجاهزة وجعل القيادة السورية تلهث وراء الإصلاح الداخلي التفصيلي، وإبقاء الشعب السوري ومؤسساته الثقافية والسياسية والشعبية والاجتماعية في دوامة مشاريع الاصلاح المطلوب تسريعها بهدف بعثرة النشاط العام والتخوف من الانقسامات في ظل نظام يعيش وسط حالة حرب خارجية سمحت بالكثير من المحظورات في المجتمعات المستقرة.
3 - يبدو واضحاً أن المشروع الأساسي يركز على بناء بؤرة توتر جاهزة في شمال سوريا، وليس في جنوبها حيث تتوقع سوريا ضربة من العدو "الإسرائيلي" التقليدي والتاريخي، وهكذا سوف تأتي الضربة ممن يشكلون جزءاً من التاريخ والشعب السوري، وهم الأكراد، حيث يتناول المشروع بشكل تفصيلي إيجاد ما يسمى "أزمة الأكراد في سوريا"، مثل ما حصل في العراق، للضغط على سوريا باسم حق تقرير المصير وتنفيذ مطالب كثيرة للأكراد مما سوف يسفر عنها معارك ضارية وموت ودمار وخراب ككل الحروب الأهلية.
ومن المطالب التي تتهيأ الولايات المتحدة و"إسرائيل" لتقديمها جاهزة للحكومة السورية باسم الأكراد، هو الحكم الذاتي للأكراد، والانفصال الجزئي ضمن الحكم الذاتي، مع بناء علاقات متميزة مع أكراد