نفسه غريباً بين أفراد أسرته التي استمسكت بأهداب المدنية الغربية بدلاً من استمساكها بالعروة الوثقى، وأصبحت الأسرة تجعل الأحد عطلة نهاية الأسبوع جرياً على عادات أهل الغرب، ونسيت يوم الجمعة وما فيه من فرض وسنة، وما في أداء شعائره من مثوبة. أما المثوبة ففي لقاء المؤمنين بعضهم لبعض، أما الفرض ففي أداء صلاة الجمعة، أما السنة ففي التزيى بخير ما لدى الإنسان من ثياب {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} ، وفي أداء الفرض والسنة، وفي لقاء المؤمنين من الأجر العظيم ما فيه.
فهل بعد كل هذا يستبدل المسلم يوم الجمعة بيوم الأحد؟
ومن حسنات حكومة الثورة أنها استأصلت هذه الانحرافات، فجعلت العطلة الرسمية لكل المؤسسات بالجمهورية العربية المتحدة يوم الجمعة فقط، وأصدرت قانوناً بجعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية للتعامل في كل دروب الحياة، في التجارة والصناعة والعلاقات الدولية، وبهذا حفظت للغة العربية، لغة القرآن الكريم ولغة التفاهم بين المسلمين قاطبة، سيادتها.
الإسلام قوة لا تقهر:
لم يكن المستشرقون ولا المبشرون يوماً ما ينصفون الحقيقة العلمية للعلم، بل كانت أبحائهم كلها موسومة بصورة واضحة من أسس عقائدهم، مقاصدهم الخبيثة.
وكان لزاماً على في هذه العجالة أن آتى بحقيقة سجلها التاريخ بمداد من ذهب على صفحات الأيام، فأشرقا دائماً بأمجاد الإسلام والعروبة، وهذه الحقيقة تتلخص في هجرات المسلمين: