ذلك صحيحا وإن سجل فيما بعد ليتّفق مع أفكار لاحقة» (?) ، «وإذا صدّقنا الروايات..» (?) ، «وإذا كانت قصص العروض من قبل زعماء قريش صحيحة» (?) ، «نستطيع- إذن- قبول الخطوط الكبرى للروايات التقليدية» (?) ، «تبدو مظاهر الصحة» (?) . كما أنه يكثر من استخدام تعبير (ربما) الذي يضع الوقائع على حافة اليقين.
هذا في حالات (الإيجاب) ، أما في حالات (السلب) فقد رأينا كيف مارس (وات) تشكيكا ونفيا للعديد من معطيات السيرة عبر عصرها المكي.
ولكن- إذا أردنا الإنصاف- ليس بالمبالغة المفجعة التي دفعت مستشرقا كلامنس إلى استبعاد أخبار الفترة المكية بكاملها!!
ذلك أن النزعة الشكوكيّة والنفي الكيفي قد يقودان- فعلا- إلى إلغاء مساحات بكاملها من التاريخ، والذي يحمل الاستعداد لنفي الجزئيات قد يصل به الأمر إلى نفي الكليات إن لم يكن ثمّة ضوابط منهجية تقول له: أين يجب عليه أن يقف؟ وأين يمكنه أن يمضي؟.
ولن يعني هذا أبدا أن يقف المؤرخ المسلم، في المقابل، وقفة استسلام وخضوع للرواية التاريخية، وأن يرفض أية صيغة من صيغ النقد والشك والافتراض والتصحيح.
ذلك أن منهجا (استسلاميا) كهذا يقود إلى الخطيئة نفسها التي تسوق إليها نزعات التشكيك المغرضة، والنقد المبالغ فيه: تزييف الحقيقة